في وثيقة أرسلتها السفيرة الأميركيّة في القاهرة مارغريت سكوبي إلى وزارة الخارجيّة الأميركيّة، في الثلاثين من نيسان 2009 والمحفوظة تحت رقم: " 09CAIRO746"، عددت فيها مزايا عمر سليمان: "في اجتماعٍ عقد بتاريخ 21 نيسان (من العام 2009)، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايكل مولين، أوضح رئيس المخابرات العامة (المصرية عمر سليمان)، أنّ هدفه الإقليمي مكافحة التطرف لا سيّما في غزة، وإيران، والسودان". ومن ثمّ تسرد بعض النقاط الأخرى المميزة في شخصه حيث تنسب حديثاً إليه نطق فيه: "على مصر مواجهة المحاولات الإيرانيّة لتهريب السلاح عبر الحدود المصرية". كما جاء في الوثيقة مشاركته (القيمة) حول المصالحة الفلسطينية وإعادة السلطة الفلسطينية (فتح) إلى الحكم في قطاع غزة، معقباً "أنّ غزة في أيدي المتطرفين لن تنعم أبداً بالهدوء". تكمل الوثيقة بأنّ مدير المخابرات العامّة صرّح بأنّ مصر "نجحت في منع إيران من دعم حماس مالياً عبر أراضيها"، كما أمل سليمان أن تقوم الولايات المتحدة بتشجيع إيران على ترك طموحها النووي والتوقف عن التدخل في شؤون المنطقة (الشرق الأوسط)، لكنّه ذيلها بتحذير: "على إيران أن تدفع ثمن أفعالها".
أمّا على الصعيد السوداني، فقد أعلن سليمان بأنّ مصر معنيّة باستقرار السودان، وهي تقوم بتركيز جهودها على إقناع الرئيسين السوداني والتشادي على وقف دعم الحركات المناوئة لكلٍ منهما. وشدد سليمان: "مصر لا ترغب في سودان مقسّم". وقال مدير المخابرات المصريّة بأنّ التطرّف هو العامود الفقري للتهديدات الأمنية في المنطقة، مشيراً إلى أنّ التطرف في غزة يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري. وأضاف سليمان: "مصر محاطة بالتطرف"، معرباً عن قلقه من تزعزع الاستقرار في السودان والصومال كذلك. وشرح أن لمصر تاريخاً مشهوداً منذ 1990 في مكافحة التطرف، شارحاً أنّ الفئة الوحيدة الباقية هي "الإخوان المسلمين" ولكنّ السلطة تعمل على "تصعيب" عمل هذه المجموعة.
وقد كشف سليمان بأنّ "الحالة القائمة الآن بقيام السلطات المصريّة في إبلاغ الجانب الإسرائيلي بالشحنات الإنسانيّة ومن ثمّ انتظار يومين قبل تبلغ الرد بقبول دخولها أم لا، هو أمر لا يرقى لتلبية حاجيات الناس".
وفي وثيقة ثانية مرفوعة من السفيرة نفسها (سكوبي)، بتاريخ 17 حزيران 2009، تضمنت معلومات عن آراء عمر سليمان في لقاءٍ جمعه بقائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي ديفيد بترايوس. فذكرت الوثيقة بأنّ مدير المخابرات أعلن بأنّ الدول العربيّة تبحث في وسائل لدعم الرئيس العراقي عدنان المالكي في "المرحلة الحساسة". وحول حزب الله اللبناني، أعلن سليمان عن اعتقاده بأنّ خسارة الحزب الأخيرة في الانتخابات النيابيّة (2009) ستدفعه "للبقاء هادئاً لبعض الوقت"، في حين يكمل بناء الدعم الشعبي ومواجهة الاعتقاد بأنّ "حزب الله هو أداة بيد الغرباء". ومن ثمّ أردف بأنّ مصر سوف تدعم حكومة سعد الحريري، والجيش اللبناني. وتعليقاً على العلاقات مع سوريا، أمل سليمان أن تقوم سوريا في تحسين علاقاتها مع العالم العربي والولايات المتحدة، والتوقف عن لعب دور "شريان حياة إيران" في المنطقة. شدد أيضاً أنّه على سوريا أن تتعاون مع العراق لضبط الحدود ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، وأنّ عليها تخفيف تشددها في معالجة الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي قبل التوصل لاتفاق مع إسرائيل حول مرتفعات الجولان. وبالنسبة لليمن، فقد أعلن عمر سليمان عن دعم بلاده للرئيس علي عبد الله صالح، ومن ضمن ذلك تقديم معلومات حول دعم قطري وإيراني للحوثيين.