يقول أحد الدعاة : كان أحد الصبيان حاضراً مع أبيه أحد المجالس العلمية فسمع هذا الحديث فسأل والده بعد الدرس ، وقال ما معنى قوله : (( في ذمة الله )) فقال له أبيه : أي في حفظ الله وفي رعاية الله ..
فقال الصبي : يعني إذا أنا صليت الفجر أكون في حفظ الله ..؟
فقال له أبيه : نعم إن شاء الله ..
فقال الصبي: يا أبي أيقظني معك لصلاة الفجر ..
فقال الأب : خيراً إن شاء الله ..
ثم قال الابن : يا أبي إن لم توقظني لصلاة الفجر لن أذهب إلى المدرسة ، ولكن الأب ظن أن هذا من حماسة الصبيان ، ونشاط الطفولة ، فلم يوقظه لصلاة الفجر ، وأيقظه للدوام ..
فقال الابن لأبيه : لماذا لم توقظني إلى صلاة الفجر ؟!
فقال له أبيه : أنت صبي صغير .. ولما تكبر إن شاء الله أوقظك ..
فقال الابن : والله ما أذهب للمدرسة ..!!
فقال الأب : يا بني الدراسة ، فأجبره أبيه ، ولكن أصر الابن ولم يذهب للدراسة ، فتعجب الأب من حماس الابن ..
فلما جاء اليوم الثاني اضطر الأب أن يوقظ ابنه لصلاة الفجر ، ليس خوفاً على صلاته ، بل خوفاً على دراسته .. فلما صلى الصبي الفجر قال لأبيه: أنا اليوم في ذمة الله ..
قال الأب : إن شاء الله ..
ثم ذهب الابن إلى المدرسة فلما دخل الفصل سأل المدرس من جاء بالواجب ؟ وكان بالأمس الذي غاب فيه الصبي عليهم واجب ، فجاء بعض الطلبة الذين لم يأتوا بالواجب ، ومنهم هذا الصبي ، فأخذ يضربهم واحداً واحداً حتى جاء دور الصبي ..
فقال الصبي للمدرس : لن تستطيع أن تضربني ..!!
فقال المدرس : ماذا تقول ؟!
قال الطالب : أنا أتحداك أمام الطلاب أن تضربني ، فتعجب المدرس وقال: ما الذي جرأك عليّ؟!
وأخذ المدرس يؤنب الطالب على فعله وكلامه هذا ، فأصر الطالب ، وقال: أما أنا فلن تستطيع أن تضربني ،
قال المدرس : لماذا ؟
فقال الطالب : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ) .. وأنا اليوم صليت الصبح في جماعة فأنا في ذمة الله .. تريد أن تضربني ، وأنا في ذمة الله وحفظه ورعايته ؟؟!!
فضحك المدرس وقال : صدقت .. أنت في ذمة الله ، ولن أضربك هذا اليوم ، لكن على وعد أن تحافظ على واجباتك.
فهل نكون في مثل حماس هذا الطفل ؟!! نسأل الله ذلك !!
أخي الكريم :
عندما تنام عن صلاة الفجر ، هل تعرف ما الذي يحصل ؟! الذي يحصل أن الملائكة صعدت ، و أرسلت كشوف أسماء الذين يصلون الفجر ، وليس فيهم فلان ، فيسألهم الله عنه وهو به أعلم ، فيقولون : يا رب ، فلان ما صلى الفجر ، يا رب : تركناه وهو نائم ، أو تركناه وهو يلهو ، أو تركناه وهو غافل !!
لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يجعلون حضور صلاة الفجر هو الميزان الذين يزنون به الرجال ، فمن حضرها وثقوه ، ومن غاب عنها أساءوا به الظن ، فهذا عمر رضي الله عنه يقول : ( كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الفجر و العشاء أسأنا به الظن ) ..
هل تعلم يا أخي أنه ما كان يعرف في سلف الأمة والقرون الأوائل أناس لا يصلون الفجر ؟! ما كان يعرف هذا إلا في صفوف المنافقين ، أما في صفوف المؤمنين ما كان يوجد هذا .. أما اليوم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلّي العظيم !!
وإذا تأملت في أحوال كثير من الناس رأيت أن كثيراً من هؤلاء الذين يؤخرون صلاة الفجر إلى طلوع الشمس يسهرون ليلهم في أمور محرمة : كمشاهدة الأفلام و المسلسلات والتنقل بين الفضائيات ، وسماع الأغاني وغير ذلك من الذنوب والمعاصي ، ولاشك أن هؤلاء جمعوا أوزاراً مع أوزارهم ، فعليهم وزر السهر على الحرام ، ووزر تأخير الصلاة عن وقتها !!
يا أخي اتق الله واحمد الله على الصحة والعافية والقوة والنشاط وحافظ على صلاة الفجر وغيرها من الصلوات ، حتى تكون من الموفقين في الدنيا ، والناجين من عذاب الله يوم القيامة إن شاء الله ..