الفرعون وسام الابداع
عدد المساهمات : 135 نقاط : 713 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/10/2010
| موضوع: كيف اعرف صاحبى ؟ اعرف صاحبك 2011-06-05, 02:59 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](اسمي أحمد، شاب مسلم، لدي قصة أحب أن تسمعوها.مع بداية مرحلة الثانوية بدأت حياتي تأخذ شكلًا آخر، تعلمت تدخين السجائر، ولم تنفع كل محاولات والدي ووالدتي ليبعداني عنها، وبدأ مستواي الدراسي في الانحدار، وبدأَت أنشطة جديدة تظهر في حياتي؛ الخروج الكثير خارج البيت، والسهر والسفر مع أصحابي، نذهب لحفلات (ديسكو) وفنادق، مما أثَّر عليَّ وجعلني أحصل على مجموع ضعيف، فدخلت كلية عسكرية، وكنت دائم افتعال المشاكل مع رؤسائي أو مع زملائي الأقدم مني، وفي النهاية بعد حوالي سنتين من الكلية كان القرار واضحًا جدًّا؛ وهو أنني لا يمكن أن أكمل دراستي الجامعية، مما أدى بي إلى اتخاذ القرار بترك الكلية، وفي نفس الوقت كان أهلي يلحون علي لأُكمِل الكلية، فكانوا يُلبون لي كل مطالبي؛ حتى لا آخذ قرارًا أو أتسرع في ترك الكلية، مما كان له أثره في زيادة الانحراف عندي إلى حدٍّ كبير.وبدأت حياتي تأخذ اتجاهًا آخر أشد خطورة، لدرجة أن أصحابي سموني (الشيطان) من كثرة ما كنت أفكر فيه من طرق انحراف، قارفنا كل الموبقات الممكنة؛ زنا، خمر، مخدرات، كل شيء، لدرجة أننا وصلنا إلى مرحلة من الانحراف بدأنا نسأل أنفسنا عندها: ما الحرام الذي لم نفعله؟ فوجدنا الربا، فقررنا فعلًا أن نتعامل بالربا، فأقرضنا بعضنا نقودًا ـ ولا أحد يحتاج للنقود ـ لمجرد أننا نأخذها اليوم التالي بزيادة؛ حتى نكون تعاملنا بالربا، وبهذا نكون قد اقترفنا الحرام كله.كنا نريد أن نثبت لأنفسنا أننا نفعل الحرام ولا شيء يهمنا، ولا نعبأ بقيمٍ ولا تقاليد ولا أعراف ولا دين... دخلت كلية التجارة، وقررت أنني لن أهتم بالدراسة حتى لو أخذت الشهادة بعد عشر سنين، ونجحت في النصف الأول من العام، ولكن رسبت في النصف الثاني.بدأ الملل يتسرب إلى نفسي، لم يكن هناك شيء يُدخل السعادة أو البهجة على قلبي، ضاقت نفسي عليَّ، وشعرت بالضيق من كل شيء حولي. google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); وفي السنة الثانية، بدأت أهتم بالدراسة بعض الشيء، بدأت أفكر وأهدأ نوعًا ما، بدأت أبتعد عن أصدقاء السوء، ولم أكن أشتاق أبدًا إلى رؤيتهم.وفي خضم هذا الظلام الحالك من التعاسة والشقاء، لم يكن هناك ضوء إلا صديق وجار لي يُدعى إيهاب، كان رفيقي في الجامعة، وكان والده يعمل في دولة عربية، فسافر له إيهاب في نصف رمضان تقريبًا، ورجع بحالة مختلفة تمامًا غير التي سافر بها.عرف طريقه للمسجد، وبدأت سيما الصلاح تظهر في محيَّاه، تغيرت طريقة كلامه، بدأ الكلام بيننا يسير في اتجاه واحد فقط، وهو يحاول أن يأخذ بيدي لطريق الصلاح والهداية، كان الأمر بالنسبة له تغيير شامل في الحياة، أما بالنسبة لي فالمسألة كلها كانت مجرد دعابة، فتوترت العلاقة بيننا إلى حدٍّ كبير.وفي أيام الامتحانات ـ وكعادتي دائمًا ـ عندما أذاكر يكون بجواري كاسيت أو راديو، أو حتى أشغل التلفاز ولا أركز معه، وكنت مللت من كل الأشرطة التي عندي، فوجدت شريطًا مجهولًا لا أعرفه، وتذكرت أن إيهاب هو من أهداه لي منذ فترة ولم أُعِرْه اهتمامًا، فوضعته في الكاسيت، فوجدته شريط دعاء.الشريط كان جميلًا مؤثرًا، فأنا لم أسمع بهذه الأشياء من قبل، دعاء وبكاء وتوسل إلى الله، أشياء لا أعرفها ولا أعرف أهلها، تأثرت به بشدة، ولأول مرة فاضت عيناي، وشعرت بإحساس غريب يغمرني.وفي يوم ما ذهبت لأصلي العصر في المسجد، بالطبع كان الشارع كله يتعجب مني، كيف سيدخل هذا الشخص بيت الله؟! إنه لم يكن حتى يصلي الجمعة، فهل سيدخل المسجد ليصلي العصر؟! دخلت وصليت العصر، وبعدما أنهيت الصلاة وجدت من يمسح على رأسي، ثم نزل ليُقَبِّل رأسي، تعجبت بشدة، وفوجئت بشخص أعرفه، إنه جارنا وصديق والدي لكني حتى لا أعرف اسمه، فشعرت بارتياح نفسي غريب، وأحسست أن جسمي يقشعر وعيناي تدمعان، مشاعر لم أحسها أبدًا من قبل.والحمد لله، صليت المغرب والعشاء في نفس اليوم في المسجد، والإمام كان يقرأ بآيات من سورة الزمر، وبدأ بالربع الأخير:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فلما سمعت الآية تفاعلت معها بشدة، وشعُرت أن الكلام يمسني.وبينما أنا خارج من المسجد فوجئت بإيهاب واقف أمامي على باب المسجد، نظر إلي بلهفة وفرحة، ثم تقدم ناحيتي كأنه يجري ثم عانقني!نعم عانقني عناقًا لن أنساه طوال عمري، وظل يقول لي كلامًا جميلًا، يقول لي: (تأكد أنك مهما ذهبت لن تجد ملاذًا غير بيت الله، سترجع مرة أخرى للمسجد)، ومن هذا الوقت وأنا أشعر من داخلي أنني قد رجعت إلى الله، ولن أنسى أبدًا فضل الله عز وجل عليَّ أن أعطاني إيهاب، ذلك الصديق المخلص الذي انتشلني بفضل الله من أوحال المعصية إلى رياض الطاعة).أتبحث عن مثله؟من لي بصديق مثل إيهاب؟ من لي برفيق صالح يأخذ بيدي إلى طريق الحق والصواب؟ إنه نداء نسمعه من شباب أنَّ ولازال يئِنُّ تحت وطأة الشهوات والمعاصي، يبحثون عن رفيق صالح يمد لهم حبال النجاة، ويرتقي بهم في درجات العبودية ليكونوا في الجنة إخوانًا على سرر متقابلين.إنه الدرة المفقودة التي من وجدها فقد حاز خيري الدنيا والآخرة، إنه الكنز الذي يستحق من الشباب أن ينقبوا الأرض بحثًا عنه في كل مكان، وألَّا يرضوا بغيره بديلًا.وإلا فإنها الخسارة التي ما بعدها خسارة، تلك التي تلحق ببائع الصحبة الصالحة بأخرى سيئة فاسدة، تذهب الدين وتُضيِّع الحياء والعفة، ولا يجني الشاب من ورائها إلا الحسرة والندامة، فكم من آهات تمزق الآذان، وكم من صرخات تدمي القلوب، خرجت من شباب ذاقوا مرارة الصحبة السيئة، وما اعتبروا إلا بعد ما خسروا كثيرًا من دينهم.حامل المسك أهم:يخطئ الكثير من الشباب حين يظن أنه بتركه أصدقاء السوء قد أمسك بطوق النجاة، وفرَّ من أسباب التعاسة والشقاء، وهذا لعمر الله ليس بدقيق، فمن فارق الأشرار فقد قطع نصف الطريق فحسب إلى الفوز والفلاح، ولابد له من إكماله بمصاحبة الأخيار، والالتزام برفقتهم، حتى تكتمل له منظومة السعادة والهناء.ولا أبالغ إن أخبرتك أن مصاحبة الأخيار قد تفوق في الأهمية أو تعادل ترك الأشرار؛ فمن ظن أنه سيتمكن من العيش بلا أصدقاء بعد تركه لرفقة السوء فهو مخطئ، فالإنسان لا يحب أن يعيش منفردًا، بل لا يستطيع ذلك أصلًا؛ لأنه (وهو يسير في هذه الدنيا ويقطع مراحل حياته فيها يحتاج إلى من يؤانسه في الطريق، ويسلي وحدته في السفر، ويكون له عونًا عند نزول الملمات والحوادث، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه) [رفقاء الطريق، عبد الملك القاسم، ص(7)].والإنسان بطبعه كائن اجتماعي، تقوم حياته البشرية على الاجتماع بالآخرين، بل إننا نستطيع القول بأن العزل الاجتماعي هو عقوبة للإنسان، وليس أدل على تلك الحقيقة من قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا، والذين أنزل الله فيهم: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118].فهؤلاء الثلاثة تخلَّفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس اعتزالهم، فمضت عليهم خمسون ليلة لا يكلمهم أحد من المسلمين، حتى يحكم الله فيهم، فكان حالهم من هذه العزلة كما صور القرآن: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ}.(والتعارف بين الناس وما يترتب عليه من مصالح عظيمة في تعاونهم وتزاوجهم وتآلفهم أمر قائم مشهود؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].والصحبة نمط علاقة وقالب اجتماعي لا يكاد ينفك عنه تاريخ الإنسان، فهو مصدر من مصادر تربيته ومعرفته، وأنسه وسروره، ومواساته ومعاونته، وهو ذو أثر كبير في حياة المرء النفسية والاجتماعية والثقافية) ]المراهقون، د.عبد العزيز النغيمشي، ص(61)].واستمع إلى إحدى درر ابن القيم رحمه الله حيث قال: (اجتماع الإخوان قسمان: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت، واجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة، والتواصي بالحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها) [الفوائد، ابن القيم، ص(51-52)].فإذا كان هذا الإنسان الذي يضيع وقتك ويشغله دون شيء مفيد يضرك أكثر مما ينفعك، فما بالك بالصاحب الذي يحثك على معصية الله تعالى؟!فيجب أن تعلم أنك بمجرد أن تجلس مع عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فإن طبعه ينتقل لك بصورة لا شعورية فاحذر أيها الحبيب من مصاحبة من يُردي همتك ويحضك على المعصية، واسمع لتحذير ابن الجوزي رحمه الله من أن: (العجب ممن يترخص في المخالطة، وهو يعلم أن الطبع لص يسرق من المخالطة، وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم والعمل ليُستَفاد منه)[صيد الخاطر، ابن الجوزي، ص(406)].كيف السبيل يا صاحبي؟لعل موضوع الصحبة من أهم القضايا التي تواجه الشباب، ولاشك أنه موضوع يتطلب منا عدة مقالات لإيضاح لك أيها الشاب الصديق الصالح الذي يعينك في طريقك، على طاعة الله تعالى ولكنني لن أفارقك حتى نضع سويًا خطوة نحو اختيار الصديق الصالح، وهي:أن تحصي عدد أصدقائك وتقوم بتصنيفهم إلى أصدقاء صالحين، وأصدقاء غافلين، وأصدقاء سوء.: | |
|