مرة أخرى وسط كل هذا الزخم الشديد التي تشهده الساحة في مصر، من انفلات أمني وأحداث ساخنة ومحاولات لدب الوقيعة والفتنة بين الفئات المختلفة، تجد كرة القدم تحاول أن تحشر نفسها لتزيد الأمر سوءا.
ولأنه عصر الفوضى بالمعنى الحرفي للكلمة، فلا أحد يحاسب ولا أحد يهتم، فإبراهيم حسن وشقيقه حسام لا يضيعان أي فرصة للهجوم على الأهلي وجماهيره، وسيد عبد الحفيظ في الناحية الأخرى يعتبر نفسه السيف والدرع للأهلي ويرد الهجوم بهجوم.
وبعد أن انتهت نشوة الثورة والكلام الجميل بتاع "إيدي في إيد أخويا"، عدنا للمسلسل المصري في أصله التركي في أحداثه "أبطال على مين" ومقابله في الناحية الأخرى "شي شي شيكابالا"!
يعني الحمد لله خلصنا من مسلسلات رمضان، نلاقي مسلسلات مايو ويونيو، والله أعلم ما الذي يمكن أن يحدث في الحلقة الأخيرة من مسلسل يونيو، حيث سيلعب الأهلي والزمالك في مباراة ستجمع 80 ألف خصم (وفقا للمفهوم الثوري الألتراسي) وجها لوجه، برعاية الأم الحنون "الشرطة"!
فكانت البداية في مباراة الزمالك مع سموحة، عندما سبت جماهير الزمالك الأهلي وجماهيره، وطالبت شيكابالا بالمشاركة في حفلة "السب"، فما كان على شيكا إلا أن "لبى الندا" مثلما قال هو مدافعا عن نفسه.. تقولش نداء الكفاح؟!
طبعا جماهير الأهلي لم تسكت، فكانت النتيجة المتوقعة والمعتادة سب شيكابالا، وبالمرة حسام وإبراهيم، على اعتبار انها تسعيرة موحدة!
ويكفي الخبر المسرب من داخل اتحاد الكرة بشأن تأجيل المباراة لنهاية الموسم، لكي نعرف أن الاتحاد لديه شبه يقين من أن القمة ستتسبب في إلغاء المسابقة، ولذلك يرغب في إقامة كل المباريات الأول وبعدين القمة، حتى لا تجد القمة ما تلغيه..
في المرة الأخيرة التي اندلعت فيها تلك الأحداث، حطمت جماهير الزمالك مقر الأهلي بالجزيرة، وأحرقت جماهير الأهلي أوتوبيسا لمشجعي الزمالك، وكان ذلك قبل الثورة، أيام الضبط والربط والشرطة الحديدية، فما الذي يمكن أن يحدث في عصر الشرطة الحريرية؟!
حسام.. إبراهيم.. سيد عبد الحفيظ.. ارحمونا قبل أن تشعلوها فلا تنطفئ!
* نعود لكرة القدم التي أفضل أن أعطيها المرتبة الثانية في هذا التوقيت، فأقول إن الأهلي يعاني بشدة، ويعاني بسبب أفكار مانويل جوزيه تحديدا..
صحيح أن نتائج الفريق تحسنت تحت يديه، لكن الأداء لم يتحسن أبدا، بل أنه ربما كان يؤدي في بعض الأوقات مع زيزو أفضل من الآن، ولن أقول مع البدري لأن في أيام البدري الأخيرة لم تكن هناك أي نوع من الثقة بين المدرب ولاعبيه.
فجوزيه يصر منذ إصابة أبو تريكة ألا يلعب بصانع ألعاب من الأساس، معتمدا على تشكيلة عجيبة في كل مباراة، وكأنه يرفع شعار "أبو تريكة أو الفوضى"، رغم أن لديه موهبة متميزة على مقعد البدلاء هو الجزائري سعيود.
وربما يعي جوزيه أن سعيود يعاني من ضعف اللياقة البدنية، ولذلك يفضل أن يشركه في الشوط الثاني مع انخفاض لياقة الفريق المنافس، لكن هذا لا يعني ألا يلعب بصانع ألعاب من الأساس.
فلديه أحمد حسن الذي أشركه في مباراة المصري بديلا لأبو تريكة وقدم أداء طيبا، وربما لا تسعف حسن العائد من إصابة طويلة لياقته للعب المباراة كاملة، لكن يمكنه أن يتقاسمها مع سعيود.
ثم أين شهاب الدين أحمد وأحمد شكري؟ هذا الثنائي غاب عن مباريات الأهلي منذ عودة جوزيه، وكأنه غير مقتنع بهما أو لأنه ليس صاحب الفضل في تصعيدهما للفريق الأول.. لا أدري، لكن الأمور ليست طبيعية، فعلى الأقل شهاب لاعب ديناميكي أكثر من إينو، كما أن تسديداته أكثر إتقانا عن "صياد اليمام".
أما مستوى جدو فإنه يثير الغثيان قبل التساؤلات عما إذا كان هذا هو هداف أمم أفريقيا الأخيرة، وعليه أن يراجع نفسه كثيرا إذا أراد أن يبقى لاعبا في ناد كبير، بدلا من أن ينتهي مصيره مع أحد أندية الدرجة الثانية.
وأخيرا على جوزيه وجماهير الأهلي أن يكونوا أمناء مع أنفسهم.. إذا كان جوزيه قد عاد من أجل أن يفوز الفريق بهذا المستوى، فهذا منتهى الظلم لحسام البدري الذي كان يحقق نفس الانتصارات بنفس الأداء، ويبقى الفارق بينه وبينه جوزيه "الهيبة البرتغالي".. إلى أن يثبت الأخير العكس.
2021-06-25, 07:30 من طرف nedd480
موضوع: أبو تريكة أو الفوضى.. وحسام وإبراهيم! 
