قال السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لقائد القيادة المركزية الأميركية المشير ويليام فالون، إن استخدام إيران لسياسة "القوة الناعمة" قد نجح في تخفيف شكوك بعض المسؤولين تجاه النوايا الحقيقية للسياسات الإيرانية.
وبحسب وثيقة سربها موقع ويكيليكس صادرة من السفارة الأميركية في مسقط بتاريخ 1 مارس/آذار 2008 فإن السلطان قابوس يؤيد الأميركيين في مخاوفهم من التدخل الإيراني في العراق ومناطق أخرى.
وتورد البرقية قول السلطان قابوس إن الإيرانيين ليسوا أغبياء، فهم يعلمون علم اليقين أن هناك "خطوطا حمرا لا يمكن أن يتخطوها" مثل المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
لكن السلطان بين للطرف الأميركي أن الواقع يقتضي أن نعرف أن "إيران بلد كبير ويمتلك القوة وعلينا التعايش مع ذلك"، واستطرد ضاحكا "إلا أنه علي القول إنه طالما توجد في الأفق الولايات المتحدة الأميركية، لا يوجد ما نقلق بشأنه".
الشأن العراقي
وفيما يتعلق بالشأن العراقي، بينت البرقية أن السلطان قابوس يتابع الوضع في العراق عن قرب، وأنه أفصح للمشير فالون عن قلقه من انسحاب أميركي غير محسوب من العراق.
ورغم اعترافه بالتحسن الأمني في البلاد، فإنه يرى أن الانسحاب الأميركي يجب أن يتم في "الوقت المناسب" حتى لا يتعرض العراق إلى الخطر.
وفي الوقت الذي شدد فيه السلطان على ضرورة أن يتقلد العراقيون "زمام الأمور" في بلادهم، تساءل السلطان هل بإمكان الفصائل السياسية العراقية أن "تصبح يدا واحدة" لتحقيق ذلك.
ووجه السلطان سؤالا مباشرا للمشير فالون "هل تعتقدون حقا أن رئيس الوزراء (نوري) المالكي وحكومته قادرون على جمع شمل البلاد؟"، لكن البرقية لم تورد جواب المشير فالون عن سؤال السلطان.
وتبين البرقية أن السلطان لم يأخذ بعين الجد طلب المشير فالون الاستثمار في العراق، وأجابه بأنه عندما يرى الآخرون أن العراقيين أنفسهم يستثمرون في بلادهم، سوف تتقاطر الاستثمارات على العراق.
ولدى طرح المشير فالون موضوع الحاجة إلى مساعدة الدول الإقليمية لتطوير البنية التحتية لأفغانستان وبعض الدول الأخرى الواقعة تحت نطاق عمل القيادة المركزية الأميركية، تجاهل السلطان قابوس الطلب مرة أخرى وحول الحديث إلى مسار آخر تماما بتطرقه إلى أهمية الشوارع والطرق السريعة في التنمية الاقتصادية.
الرؤية السلطانية
واختتمت البرقية بذكر رؤية السلطان قابوس لشكل الحكومة في بلاده، حيث يرى ضرورة توسيع صلاحيات الحكومة ورفدها بالعناصر القادرة على صناعة وتنفيذ القرار وتخفيف اعتماد الحكومة على أخذ المشورة في كل صغيرة وكبيرة من القصر السلطاني.
وقد أكد السلطان أن الوصول إلى ذلك يعتبر من أولوياته لتأمين انتقال سلس للسلطة عندما ينتهي حكمه في يوم ما.
ونوهت البرقية في ملاحظة في آخر الصفحة إلى أن البرقية قد تمت مراجعتها من قبل المشير فالون قبل إرسالها إلى واشنطن.