ثورة 25 يناير.. رؤية شخصية ... وربما عالمية ..

الى كل المخالفين والمؤيدين .. المغيبين منهم والواعين ..!

أقول ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..


اننا في أزمة عقول .. ومصالح من كلا الجانبين ..!

رُبما يعرف الجميع ما سأقول .. ورُبما كثرة التشويش أنسانا كيف بدأ الأمر وصرنا ننهال على الآخر بالشتائم ودعاوى العمالة.. التي ما فارقت المجتمع المصري الا اليومين الأخيرين لتعود بعفل الفاعلين أكثر قوة وتجذراُ..

الثورة 25 يناير .. التي يُحاط حولها الشكوك بأن من بدأها عملاء وخونة وتكتظ بالجواسيس .. ثم نقول هي مطالب مشروعة وشباب واعي وان الحراك السياسي هو من حرك تلك الجموع المشرفة نحو التحرير ... !

على كل حال هم ..شباب جلس طويلاً أمام الانترنت الذي أُدخل ولم تُمنع عنه المواقع "المحظورة" ليُغيب أكثر وينفصل عن الواقع ولا ينخرط بالسياسة والاصلاح وتلك الحواديت الخائبة ..

ولكنه عليه ومنه وبه عرف كل شئ .. وخطط للتغيير والاصلاح ولدور فاعل لم يسبقه اليه أحد..

لم تكن مطالبهم .. سوى التغيير ،الحرية، عدالة اجتماعية وحد أدني للأجور ..

نام النيام .. وتعرض الأمن للمتظاهرين بالضرب والقنابل المسّيلة للدموع ومنها محظور دولياُ.. طلبتها الحكومة من اميركا فلم تجبها ..فأرسلت اسرائيل ثلاث طائرات حسب المصادر العالمية ..وقع ضحايا رُبما أكثر من عشرة ..

هذا والقتل والضرب ما زال مستمراً ..

فما تفضل أحد بالرد عليهم .. وكأن ما يحدث يحدث ببلد أخرى ..والحكومة عاملة ودن من طين وودن من برسيم..!

هذا وسقف المطالب يزيد بالتدريج .. كلما سقد الشهداء..

تقولون لقد تفضل الرئيس وتكرم وحقق مطالب الشباب .. والله ان هذا لعجب عجاب ..

فلم يطل علينا بطلته البهية الا بعد ثلاثة أيام من اشتعال الثورة ووقوع الضحايا ودهس الناس بعربات الشرطة والحرس الوطني .. بعد أن تحدثت كلينتون .. وحثه أوباما على الحديث حتى يُدلي الأخير بخطابه هو الآخر ..!

مات العشرات ... فتحت السجون في نفس الوقت ليقوم البلطجية بمهاجمة الناس ..بدلاً من التستر والهروب ..!

بالله عليكم كيف يمكن أن يكون الأهالي هم من فتحوا السجون ليحثوا أهلهم وزويهم الذين لم يروهم منذ أعوام وربما عقود ليقوموا بالسرقة والترويع ..بدلاً من استغلال الفرصة بالهروب والتخفي ..!


وأين كان الأمن في كافة المحافظات والأحياء ليترك السجون للأهالي ليفتحوا ابوابها للمجرمين والمعتقلين...

وتقولون ان شباب 25 يناير خرجوا وعادوا ولم يذهبوا ثانية .... لماذا ؟ أكانت لعبة ..؟!!

وما تحقق من مطالبهم حينها ؟؟؟؟

استقالة الوزارة ليفاجئوا ... بنفس الاسماء السابقة .. عدا اختلاف في اسماء لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة ...!!

ثم عين الرئيس نائباً له .. فهلل الكثيرين وكأن الطبيعي في مصر هو التوريث وهو تكرم علينا بحق ليس لنا .. حين عين نائباً.!

أين حد الأجور .. أين العدالة .. أين قانون الطوارئ...!!!!!

أين العقل .. لنقول عنهم أغبياء ..!!!!!

فلو كان لي أخ قتلته الشرطة وهو يُبدي رأيه وان كان اسقاط النظام .. لما تورعت عن طلب رأسه ...

ففي تلك الظروف لا يتخد قرار الا على أعلى مستوى ... وان لم يكن على أعلى مستوى .. فتلك كارثة لا تقل ..

فلقد ترك الرئيس "الأب" 300 ابناً له تحت سطوة أمنه المركزي ووزيره المبجل ... بينما أمن أولاده وبعثهم في أول طائرة لندن بعد اندلاع الأحداث بقليل ...!

فماذا فعل المتظاهرون ... حين امتلأت الشوارع بالبلطجية .. وخوت في نفس الحظة من كل الأمن "كصدفة" لا تتكرر الا في الخيال العلمي ..

نظموا لجانا لحماية الناس .. لجان للأمن لجان للمرور .. وهذا ما رأيته بعيني في المنصورة مظهر بقمة الحضارة .. والاطمئنان ...!

كنت أسير وأشعر أن الجميع يحميني.. بالرغم من أن الشارع بالفترة الأخيرة منذ "الأحدث المعروفة بوسط البلد" لم يكن محفزاً لأي شعور ايجابي نحو الشارع ...

نصبوا أنفسهم دروعاً بشرية ليحموا المتحف من السرقة .. في وقت كان زاهي حواس .. ينتفض في كل قناة ويقول لا أجد مسؤول أحدثه .. ليحمي المتحف من اللصوص ..!!!

ثم نقول هؤلاء هم الأخوان .. أيُعقل أن يحمي الأخوان المتحف ... الذي يجلب لمصر السياح ونحن نعلم رأيهم في هذا ..... فما لكم كيف تحكمون ..؟؟!

هذا يوازي نزول الجيش .. أو يسبقه الأخير بقليل..

كان موقف الجيش موقف شعبي .. وذلك لأنه مؤسسة عتيقة لها واجباتها المحددة... عُرفت بالنذاهة والانفصال عن مؤسسات الدولة .. كمؤسسة القضاء ..!

تعاونت اللجان الشعبية وسلمت عدداً من مثيري الشغب والبلطجة والترويع الى الجيش .. تبين حسب ما ورد من انباء ... أن الكثير منهم يحملون هويات خاصة بالأمن المركزي والشرطة ..

عندما رأيت ما حدث .. رأيت الترويع والترهيب ..لم تحدثني نفسي سوى أن تلك خطة محكمة من سعادة الرئيس ..لينقسم الناس ويخرجوا على المتظاهرين .. بعد أن كان الجميع مؤيداً وان كان بالصمت والترقب .. فلما هُدد أمنهم وسلامتهم وشاعت في الشوارع اعمال العنف والاشاعات المروعة ... خافوا على أنفسهم .. فكان أول من ألقي اليه أصابع الاتهام ... هم المتظاهرون ..!!!

فلما أحكم المتظاهرون سيطرتهم على الوضع ولم يصدر منهم خطأ واحد وتماسكوا قدر ما استطاعوا .. وثبتهم الله .. ووقف لى جانبهم الجيش ..

لم تفلح تلك الخطة وعاد الأمان يسود الشارع...

وفجأة امتلأت الشوارع بالأمن والشرطة لملاحقة مثيري الشغب ..بعدما انفضوا من الأساس..!

هذا والشارع ينبض بـ" الشعب يريد اسقاط النظام"

فأين كنتم يا مؤيدين يا وطنيين يا محبي الرئيس.. أليس لكم الحق بالتعبير .. من أول يوم للثورة ..

لما تركتم هؤلاء الخونة والمندسين والعملاء .. يزوروا في ارادتكم ..ارادة الـ80 مليون .. ويقولون.. لا لمبارك ..

أكيد الخطاب ..كان فيه سحرٌ قاتل ..!

وقاعدين عالنت نشتم ونحلل ... طب ما نروح في مكان تاني ومصر واسعة وبرحة الحمد لله.. ونقول نعم لمبارك .. قائد أول ضربة جوية .. وهو اساسا ألقاها وهو عالأرض أدي الـ "الأوردر " يعني... ما علينا ..!

وطبعاً الأعلام الموجه يستغل نقص الثقافة واحياناُ انعدامها لا وانعدام التفكير أصلاً... وكأن الرئيس مكنش هيجيله يوم ويموت .. كان مين هيمسك .. اكيد ابنه ..!

بس دلوقتي ضيعها عليك الأبطال يا جمال .. وهيمسك عمر سليمان ..لو الرئيس بعد الشر بعد الشر مات !

طيب الرئيس ربنا مادد في صحته والحمد لله.. واحنا اللي بنمرض .. ربنا يديله وبلاش احنا ..
فيه شئ اسمه تفويض بأعمال الرئاسة .. لنائب الرئيس ..

مفيش نائب رئيس يبقى رئيس المحكمة الدستورية .. مفيش شئ اسمه فراغ سياسي ..

فيه شئ اسمه حكومة انتقالية ممهدة لانتخابات حرة باشراف قضائي ..

أكيد هنلاقي في الـ 80 مليون واحد لا يقل علم أو كفاءة عن سيادة الرئيس ..!!

ختاماً ..

أحني القبعة لسيادة الرئيس الذي ما زال مصراً على عدم ترك البلاد في فوضى أكثر مما هي فيه .. ويخشى هكذا يقول للغرب .. أن يستولي الأخوان على الكرسي الذي جلس عليه ثلاثون عاماً.. وما زال يعرض ابناءه ووطنه للتهديد .. فقط ليحتفظ بالكرسي .. مدته الباقية ..

بينما الملك فاروق السئ السمعة والطباع الغير مصري .. تولى وخرج من مصر عند اشتعال الثورة.. ولم يرضَ أن تحدث بها فتنة .. ولم يُعرضها وهو "قادر ".. لما تتعرض له بلدنا الآن ...!!

جميل يا شعب مصر يا طيب يا ودود ... والله صدق من قال أن أطيب الشعوب وأكثرهم عاطفة هم الشعب المصري...

والله لقد تبينت صدق المقولة تلك ولكن .. في الوقت الضائع.!

حمى الله مصر وأهلها ..وأخرجنا من تلك الغمة على.. خير ونصر حقيقيين...
.
.
.

بقلمي .. وارجوا النشر اذا ما أمكن ...

تقديري

زهراء