قالت مجلة دير شبيغل الألمانية إن البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس أظهرت أن لدى الإدارة الأميركية شبكة واسعة من المخبرين في برلين، قامت بمراقبة كثيفة لمحادثات تشكيل وزارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2009.
كما أظهرت البرقيات المسربة أن الإدارة الأميركية كان لها موقف متشكك وانتقادي من عدد كثير من المسؤولين الألمان الذين شاركوا في حكومة ميركل الوليدة آنذاك.
البرقيات الأميركية الصادرة من برلين كانت شديدة الانتقاد لميركل التي ذكرت فيها تحت اسم "تيفلون" (مادة تمنع الالتصاق، في إشارة إلى أن ميركل لا تأبه بالنقد). ذكرت البرقيات ميركل على أنها "تخاف المخاطرة وتفتقر إلى القدرة الخلاقة".
أما وزير الخارجية غيدو فيسترفيلا (تسلم مهام منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2009) فإن برقيات السفارة الأميركية في برلين لم تكن إيجابية عنه، حيث وصفته بأنه غير كفء ومغرور ولا يحب أميركا.
رجل غامض
الدبلوماسيون الأميركيون في برلين أدوا خشيتهم من التعامل مع فيسترفيلا الذي اعتبروه رجلا غامضا ولا يتمتع بكثير من الخبرة في السياسة الخارجية علاوة على أنه "دائم الانتقاد للولايات المتحدة".
الدبلوماسية الأميركية في برلين أبدت مخاوفها من تأثير فيسترفيلا على حكومة ميركل، حيث وصفته بأنه "فخور بنفسه" ولن يقبل بطأطأة رأسه إذا ما نشب خلاف بينه وبين ميركل أو حكومتها.
وتقول الصحيفة إن هناك 1719 برقية دبلوماسية أميركية تخص ألمانيا، وإنه من الواضح أن الولايات المتحدة تمتلك شبكة متشعبة من المخبرين في ألمانيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك مصدر داخل ائتلاف ميركل كان في عام 2009 يرسل تقارير منتظمة إلى الدبلوماسيين الأميركيين عن المحادثات الدائرة لتشكيل الحكومة.
مخبر سري
إحدى البرقيات التي كتبها السفير الأميركي في ألمانيا فيليب ميرفي، وصف فيها المصدر قائلا: "انه شاب وعضو واعد في الحزب، وقد زود أحد موظفي السفارة بوثائق داخلية للحزب، وهو على استعداد لتمرير ملاحظاته التي يدونها إلينا وأن يسلمنا وثائق خاصة بالمحادثات لتشكيل الحكومة".
دير شبيغل أجرت مقابلة مع السفير ميرفي الذي دافع عن محتوى الوثائق ووصفه بأنه طبيعة العمل الدبلوماسي.
قال ميرفي: "نحن نتحدث إلى الناس. عليك أن تعرفهم ويعرفوك، وأن تثق بهم وتشاركهم بآرائك واستنتاجاتك".
ميرفي أبدى غضبه الشديد من الذين قاموا بنشر البرقيات وقال إن موظفي سفارته لم يقترفوا أي خطأ وإنه لن "يعتذر عن ما فعلوه".