الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قال الإمام أبو محمد الحسن بن علي البربهاري رحمه الله (329هـ): ولا يحل لرجل مسلم أن يقول فلان: صاحب سنة، حتى يعلم أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، لا يقال له: صاحب سنة، حتى تجتمع فيه السنة كلها . . اهـ
- السني هو الذي يفهم الكتاب والسنة كما فهمها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، لا كما يقول أهل البدع والأهواء: هم رجال ونحن رجال.
- السني هو الذي ينقاد ويسلم عند سماعه قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يستهزء بالنصوص النبويه مثل الغزالي الهالك أو القرضاوي أو الترابي ومن نحا نحيهم وسلك سبيلهم.
- السني هو الذي إذا قيل له من السنة كذا يسلم ولا يقول دعونا من السنة وأتونا بالقرآن.
مثال 1:- قال أبوالفيض محمد بن محمد الفارسي صاحب كتاب جواهر الأصول في علم حديث الرسول: سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وهو يناظر رجلاً فقال الشيخ: حدثنا فلان، فقال الرجل: دعنا من حدثنا !! إلى متى حدثنا !! فقال الشيخ: قم يا كافر، فلا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا ثم التفت إلينا فقال ما قلت قط لأحد: لا تد خل داري إلا هذا.
مثال 2:- وقال الإمام أيوب السختياني رحمه الله (131هـ): إذا حدثت الرجل بسنة فقال: دعنا من هذا أو أجبنا من القرآن فأعلم أنه ضال.
مثال 3:- وقال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده، ويريد القرآن، فلا شك أنه رجل قد احتوى على الزندقة، فقم من عنده ودعه.
- السني هو الذي يتدين بحب الصحابة ويسكت عما شجر بينهم ويستغفر لهم، قال الإمام الأوزاعي رحمه الله (157هـ): لا يجتمع حب علي وعثمان رضي الله عنهما إلا في قلب مؤمن. وقال الثوري رحمه الله (161هـ): لا يجتمع حب علي وعثمان رضي الله عنهما إلا في قلوب نبلاء الرجال. اللهم إنا نشهدك ونشهد خلقك جميعاً: أننا نحبهم فيك، ونرجوا الخير بحبهم.
- السني هو الذي يصرح باعتقاده و خصوصاً عند الفتن، ولا يقول الكلمات المجملة، ولا يسكت، بل يصرح ويضع النقاط فوق الحروف.
مثال :- فهذا داود بن علي الأصبهاني المعروف بداود الظاهري (270هـ) قد قال في القرآن في زمن المحنة: أنه مُحدَث !!! فقام عليه خلق من أئمة الحديث وبدعوه، وهذا الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله (238هـ) لما سمع كلام داود في بيته وكان من قبل يعظمه وثب عليه وضربه وأنكر عليه
وهذا الإمام عبيد الله بن عبد الكريم الرازي (أبو زرعة الرازي 264هـ) يقول في داود: لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان ولآلة، ولكنه تعدى.
- السني لا يجالس أهل البدع ولا يجلسون إليه ولا يزين مجالسه بهم.
مثال 1 :- عندما قدم الثوري رحمه الله (161هـ) البصرة فبدأ أهل البصرة يثنون على الربيع بن صبيح رحمه الله (160هـ)، قال الثوري: ما مذهبه؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة. قال: ومن بطانته؟ قالوا: القدرية !! قال: إذاً فهو قدري !!!
مثال 2:- وقال الإمام البربهاري رحمه الله: إذا رأيت الرجل جالس مع رجل من أهل الأهواء، فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه، فإنه صاحب هوى.
- السني لا يثني على أهل البدع، ولا يلتمس لهم الأعذار، ولا يغضب لهم، ولا يثنون عليه أبداً، ولا ينزل عليهم، ولا ينزلون عليه أبداً، ولا يصاحبهم. قال الإمام أبوبكر بن عياش الأسدي رحمه الله (193هـ): السني هو الذي إذا ذكر عنده أهل الأهواء لم يغضب لهم.
السني لا يخالط أهل البدع بحجة إصلاحهم ودعوتهم إلى الحق، لأنهم قد يزينون له باطلهم فيكون مثلهم.
مثال 1:- عمران ابن حطان (84هـ) يذكر أنه كان في أول أمره على السنة، ثم أنه لما سمع أن ابنة عمه رأت رأي الخوارج تزوجها لكي يردها عن ذلك، فصرفته إلى مذهبها، حتى صار شاعر الخوارج وداعية ضلالهم، وهو القائل في ابن ملجم قاتل علي رضي الله عنه:
يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضواناً
إني لأذكره حيناً فأحسبـــــــــه... أوفــى البرية عند الله ميزانـــــــاً
مثال 2:- قال الإمام البربهاري رحمه الله : إذا رأيت الرجل مجتهداً في العبادة، متقشفاً محترقاً بالعبادة صاحب هوى، فلا تجالسه، ولا تقعد معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمش معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحل طريقته، فتهلك معه.
مثال 3:- عبد الرزاق بن همام الصنعاني رحمه الله (211هـ) تأثر بزهد وباجتهاد جعفر بن سليمان الضبعي الشيعي (178هـ) فأخذ عنه التشيع.
مثال 4:- أبو ذر الهروي عبد بن أحمد الأنصاري رحمه الله (434هـ) تأثر بتقبيل الدارقطني (385هـ) رحمه الله للقاضي الباقلاني ( أبوبكر بن الطيب 403هـ) وبقوة مناظرته للمعتزلة فأخذ عنه مذهبه.
- السني هو الذي لا يتتبع الرخص والزلات.
مثال :- قال إسماعيل القاضي رحمه الله (282هـ): ودخلت مرة (يعني على الخليفة العباسي المعتضد بالله 289هـ) فدفع إلي كتاباً ، فنظرت فيه، فإذا قد جمع له فيه الرخص من زلل العلماء، فقلت: مصنف هذا زنديق. فقال: ألم تصح هذه الأحاديث؟؟ قلت: بلى، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء، وما من عالم إلا وله زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه. فأمر بالكتاب فأحرق.
- السني هو الذي يأخذ بخبر الثقة ولا يرد خبره بدون حجة.
مثال :- بعد أن سمع داود الظاهري أن الإمام أحمد بن حنبل (241هـ) رحمه الله يتكلم فيه ذهب إلى بغداد لمقابلة الإمام، وكان بينه وبين صالح بن أحمد بن حنبل حسن (265هـ)، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئدان على أبيه. فأتى صالح أباه، فقال: رجل سألني أن يأتيك، فقال: ما إسمه؟
قال: داود. قال: من أين هو؟ قال: من أصبهان. فكان صالح يروغ عن تعريفه، فما زال الإمام أحمد يفحص، حتى فطن به، فقال: هذا قد كتب إلي محمد بن يحيى (258هـ) في أمره أنه زعم أن القرآن محدث، فلا يقربني. فقال: يا أبه !! إنه ينتفي من هذا وينكره. فقال: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له.
-السني هو الذي لا يترك الجرح المفسر ويذهب إلى تعديل مجمل.
مثال: محمد بن حميد الرازي (248هـ) شيخ الإمام الطبري (310هـ) فقد جرحه وكذبه أئمة الري وهم أعرف بحاله عن غيرهم، وهم:
1- أبو زرعة الرازي (264هـ) . 2- وأبو حاتم الرازي (277هـ)3- ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي (270هـ) .
فأخذ الناس بجرح هؤلاء الأئمة ولم يأخذوا بتعديل الإمام أحمد ولا غيره، وقد قيل قديماً: أهل مكة أدرى بشعابها.
- السني هو الذي يدعو لولاة أمور المسلمين، ولا يطعن فيهم، ولا يثير العوام عليهم.
مثال 1:- قال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا رأيت الرجل يدعوعلى السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة، إن شاء الله.
مثال 2:- قال الفضيل بن عياض رحمه الله (187هـ): لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان.
- السني هو الذي هو الذي يترحم على من مات من علماء السنة، ويوقرالأحياء منهم، ويعرف لهم قدرهم وفضلهم، وما قدموا للإسلام من تضحيات.
- السني هوالذي يتبرأ من التحزب ومن البدع جملة وتفصيلاً.
- السني هو الذي لا يستدل بأهل البدع، ولا يستشهد بهم، لا في الصغيرة ولا في الكبيرة.
- السني هو الذي لا يوقط الفتن، ولا يسعى إليها، وإذا أقبلت الفتن اعتصم بالكتاب والسنة بفهم أئمة الإسلام الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
نقلا عن: أبو عبد الرحمن الذهبي أثابه الله.