فضلا
إضغط أسفل
[size=29]المهمشين المغتربينتيت راديو (لو كان من بعدى نبى لكان عمر بن الخطاب)
نحن اليوم مع مع من كان يغشى عليه فيحمل صريعا
إلى منزله فيعاد أياما ليس به مرض إلا الخوف
إنه من أظهر إسلامه يوم كانوا يخفونه
إنه مرقع القميص وبين يديه الغالى والنفيس
إنه من يسلك الشيطان فجا غير فجه
إنه العادل إذا ذكر العادلون
هو من لا تأخذه فى الله لومة لائم
هو الفاروق عمر الذى فرق الله به بين الحق والباطل
وتعالوا معى أحبتى فى الله لنتعرف على
سبب اسلامه
لقد كثرت الروايات التى تحكى عن سبب إسلام عمر ولكن الراجح والله اعلم أن السبب فى إسلامه هو دعاء النبى له عندما قال
( اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك :بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب قال:وكان أحبهما إليه عمر)
هجرة عمر بن الخطاب
وحينما أراد بن الخطاب الهجرة وقف أمام المشركين موقفا أذل فيه أنوفهم فعن ابن عباس رضى الله عنه قال:قال لى على بن أبى طالب: ماعلمت أن أحدا من المهاجرين هاجر إلا متخفيا إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى فى يده أسهما واختصر عنزته ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها فطاف بالبيت سبعا متمكنا ثم أتى المقام فصلى ركعتين ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم : شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس من أراد أن تثكله أمه ويوتم ولده ويرمل زوجته فليقنى وراء هذا الوادى قال على: فما تبعه إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه
القليل من مناقبه والقليل منها كثير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس يتحدثون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فى أمتى أحد فإنه عمر)
وقال
( إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه)
وقال ابن عمر:ما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال
عمر إلا نزل فيه القرأن على نحو ما قال عمر
وعن سالم عن أبيه قال رأى النبى على عمر ثوبا فقال
(أجديد ثوبك أم غسيل قال بل غسيل فقال ألبس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا)
وعن أنس بن مالك قال صعد النبى أحد ومعه أبو بكر
وعمروعثمان فرجف بهم فضربه برجله وقال
(اثبت أحد فماعليك إلا نبى أو صديق أو شهيدان)
وعن عبد الله بن حنطب قال قال رسول الله
(هذان السمع والبصر يعنى أبى بكر وعمر)
وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال قال رسول الله
( إنى لا أدرى ما بقائى فيكم؟فاقتدوا بالذين من بعدى أبى بكر وعمر)
وها هو النبى يبشره بالجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[center](بينما انا نائم رأيتنى فى الجنة فإذا امراة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله)
عن انس رضى الله عنه قال قال عمر وافقت ربى فى ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا عند مقام ابراهيم مصلى فنزلت
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
وأية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يتحجبن فإنه يكلمن البر والفاجر فنزلت
أية الحجاب
واجتمع نساء النبى فى الغيرة عليه فقلت لهن
( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن)
فنزلت الأية
وفى رواية مسلم قال :وافقت ربى فى ثلاث فى مقام إبراهيم وفى الحجاب وفى أسارى بدروعن أسرى بدر قال رسول الله لأبى بكر وعمر ماترون فى أسرى بدرفقال أبو بكر يا نبى الله هم بنو العم والعشيرة أرىأن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة من الكفار فعسى الله ان يهديهم للإسلامثم قال عمر : والله يا رسول الله ماأرىالذى رأى أبو بكر ولكنى أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكنى من فلان (نسيبا لعمر)فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهافهوى رسول الله ما قال أبو بكرولم يهو ما قال عمر فلما كان من الغد جاء عمر فاذا رسول الله وأبو بكر قاعدين يبكيانيقول عمر فقلت يا رسول الله اخبرنى من أى شئ تبكى أنت وصاحبك فإنوجدت بكاء بكيت وأن لم لأجد تباكيت لبكائكمافقال النبى أبكى للذى عرضعلى أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض على عذابهم أدنى هذه الشجرة وأنزل الله تعالى (ما كان لنبى ان يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض) إلى قوله (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا)
وعن عمر لما مات عبد الله بن أبى بن سلول دعى له رسول الله ليصلى عليه فلما قام وثبت إليه قلتيا رسول الله اتصلى عليه وقد قال كذا وكذا فتبسم رسول الله وقال أخر عنى يا عمرفيقول فلما اكثرت عليه قال إنى خيرت فاخترت لو اعلم أنى زدت عن السبعين يغفر له لزدت عليهما قال فصلى عليه ثم انصرف فلم يمكث إلا قليلا حتى نزلت(ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) إلى (وهم فاسقون)قال :فعجبت بعد من جرأتى على رسول اللع يومئذ والله ورسوله اعلموقال المصطفى عنه (إنى لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر)
فطنته يوم تبوك
عن أبى هريرة قال :لما كانت غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة قالوا يا رسول اللهلو اذنت لنا فنحرنا نواضحنا من الإبل فأكلنا وادهنا فقال لهم افعلواقال فجاء عمر فقال يا رسول اللهإن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم فليأتوا بفضل أزوادهمثم ادع لهم بالبركة لعل الله أن يجعل فى ذلك فقال رسول الله نعم فدعا رسول الله بنطع فبسطه ثم دعا بكسرة حتى اجتمع من ذلك على النطع شئ يسير ثم دعا بالبركة ثم قال خذوا فى أوعيتم فأخذوا حتى ما تركوا فى المعسكر وعاء إلا ملأوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة
قوة شخصيته وهيبته فى قلوب الناس
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :مكثت أريد أن أسأل عمر ابن الخطاب عن أية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريقعدل إلى الاراك لحاجة له قال : فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا أمير المؤمنينمن اللتان تظاهرتا على النبى من أزواجه فقال : تلك حفصة وعائشة قالوالله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك فقال فلا تفعل ما ظننت أن عندى من علم فاسألنى فإن كان لى علم خبرتك بهوعن عكرمة أن حجاما كان يقص عمر بن الخطاب وكان رجلا مهيبا فتنحنح عمر فأحدث الحجام _بال على نفسه_فأمرله عمر باربعين درهماعباداته رضى الله عنه
سأل النبى أبو بكر متى توتر قال أول الليل ثم سأل عمر متى توتر قال أخره فقال أخذ هذا بالحزم وأخذ هذا بالقوةمعنى الحديث أن أبو بكر يوتر من أول الليل مخافة أن ينام ويفوته الوتر أما عمر فيوتر أخره ولا يخشى لأنه يأخد بالقوة بمعنى هقوم بالقوة والله اعلموعن زياد بن حدير قال رأيت عمر بن الخطاب أكثر الناس صياما وأكثرهم سواكاوعن ابن عمر رضى الله عنهما قال ما مات عمر حتى سرد الصوموقال الحسين تزوج عثمان بن أبى العاصامرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال والله ما نكحتهارغبة فى مال ولا ولد ولكنى أحببت أن تخبرنى عن ليل عمرقال الحافظ ابن كثير كان يصلىبالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلى حتى الفجروقال لمعاوية بن خديج لأن نمت بالنهار لأضيعن الرعية ولئن نمتبالليل لأضيعن نفسى فكيف بالنوم مع هذان يا معاويةيحكى الحسن البصرى يقول : كأنما يأتى الإسلام يوم القيامه مجسدا يتصفح وجوه الناس يقول يارب هذا نصرنى يارب هذا خذلنى و يأتى إلى عمر بن الخطاب فيأخذ به و يقول يا ربى كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجلكان النبى صلى الله عليهو سلم جالسا وسط صحابته فقال: كيف بكم أذا جائكم فى قبوركم ملكانيسألونكم من ربك ما دينك ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيك و هولها عظيم ينبشان القبور ...فقال عمر يا رسول الله و يكون معى عقل فقال له النبى نعم يا عمر..أذا أكفيك أياهم يا رسول اللهفتبسم له النبى صلى الله عليه و سلم و قال نعم ياعمر انا أعلم ماذا تفعل أذا أتاك الملكان .... يسألونك من ربك فتقول أنت بل أنتما من ربكما..... ما دينك...فقول أنتبل أنتما ما دينكما.... ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيك...بل أنتما ما تقولان فى الرجل الذى بعث في..بالله عليكم ما نقول بعد أن يسمك عمر بالملكان ويسألهما من ربكم من شدةإيمانهفاروق الأمة وحسن الأتباع
واستلم عمر الحجر وقال والله انى لادرى أنك حجر لا تضر ولا تنفعولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتكوقال نافع :كان الناس يأتون الشجرة التى بايع رسول الله تحتهابيعة الرضوان فيصلون عندها فبلغ ذلك عمر فأوعدهم فيها وأمر بها فقطعتاما عن كرمه وجوده
فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال :سمعت عمربن الخطاب يقول أمرنا رسولالله أن نتصدق ووافق ذلك عندى مالا فقلت اليوم أسبق أبابكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالى فقال رسول اللهماتركت لأهلك قلت مثلهوأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك قال تركتلهم الله ورسوله فقلت لا اسبقه إلى شئ أبداأما عن موقفه عند موت الحبيب
عن عائشة رضى الله عنها قالت إن رسول الله مات وأو بكر بالسنحقال إسماعيل : تعنى العالية فقام عمر يقول :والله ما مات رسولالله قالت وقال عمر: والله ما كان يقع فى نفسى إلا ذاك وليبعثنه الله فيقطعن أيدى رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله فقبله فقال بأبى أنت طبت حيا وميتا والذى نفسى بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدا ثم خرج فقال :أيها الحالف على رسلك _يقصد عمر _ فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال :ألا من كان يعبد محمدافإن محمدا قد مات ومن كان يعبد رب محمدا فإن رب محمدا حى لا يموت وقال (إنك ميت وإنهم ميتون )وقال ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلنيضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين)فنشج الناس يبكون قال ابن عباس : والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الأية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها الناس كلهم فما أسمع بشرا إلا يتلوهاوأن عمر قال:والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها حتى ما تقلنى رجلاى وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبى قد ماتمبايعته لأبى بكر
عن أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر الأخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفى رسول الله فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم قالكنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا يريد أن يكون أخرهم فإن يك محمدا قد مات فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا وإن أبا بكر صاحب رسول الله ثانى اثنين فإنه أولى الناس بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك فى سقيفة بنى ساعدة وكانت بيعة الناس العامة على المنبرالقضاء والخلافة
لقد بلغ الفاروق درجة عالية من العلم والفقه والحكمة أهلته لأن يكون قاضيا فى عهد الصديق وأميرا للمؤمنين من بعدهعن إبراهيم النخعى قال:أول من ولى أبو بكر شيئا من أمور المسلمين عمر بن الخطاب ولاه القضاء وكان أول قاض فى الإسلاموفى عهد أبى بكر فى اللحظات الأخيرة من حياته عقد الخلافة من بعدهلعمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما أحضر عثمان بن عفان وقال له أكتب هذا ما عهد أبو بكر بن أبى قحافة فى أخر عهده بالدنيا خارجا منها وعندأول عهده بالأخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إنى استخلفت عليكم ثم غشى عليه فكتب عثمان :إنى استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فلما أفاق أبو بكر قال :اقرا على فقرأ عليه فكبر وقال :أراك خفتأن يختلف الناس إن افلتت نفسى فى غشيتى قال :نعمقال جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله وأقرها أبو بكر رضى الله عنه وأمره أن يخرج على الناس بالكتاب فبايعوه لمن فيه قد علموا عمرصفحات من ورعه
بينما عثمان بن غفان فى مال بالعالية فى يوم صائف شديد الحر إذ رأى رجلايسوق بكرين من الإبل وعلى الأرض مثل الفراش من الحر فقال ما على هذالو أقام بالمدينة حتى يبرد ثم يروح ثم دنا الرجل فقال لمولاه :انظر من هذافنظر فقال :أرى رجلا معتما بردائه يسوق بكرينثم دنا الرجل فقال :انظر فنظر فإذا عمر بن الخطاب فقال :هذا أمير المؤمنينفقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فإذا نفح السموم فأعاد رأسه حتى حاذاهفقال:ما أخرجك هذه الساعةفقال عمر:بكران من إبل الصدقة تخلفا وقد مضى بإبل الصدقةفاردت أن ألحقهما وخشيت أن يضيعا فيسألنى الله عنهمافقال عثمان :يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيكفقال:عد إلى ظلك يا عثمان فقال عثمان :من أحب أن ينظر إلى القوى الأمين فلينظر إلى هذا فعاد إلينا فألقى نفسهوعن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه قالرأيت عمر ابن الخطاب على قتب يعدو فقلت:يا أميرالمؤمنين أين تذهب ؟فقال:بعير ند (أى فر وهرب )من إبل الصدقة أطلبهفقلت :لقد أذللت الخلفاء بعدكفقال: يا أبا الحسن لا تلمنى فوالذى بعث محمدا بالنبوة لو انعناقا ذهبت بشاطئ الفرات لاخذ بها عمر يوم القيامةوعن قتادة قال كان معيقيب على بيت مال عمر فكسح بيت المال يومافوجد فيه درهما فدفعه إلى ابن عمر قال:معيقيب ثم انصرفت إلى بيتىفإذا رسول عمر قد جاءيدعونى فجئت فإذا الدرهم فى يده فقال ويحك يا معيقيب أوجدت على فىنفسك سببا أو مالى ومالك فقلت وما ذاكقال :أردت أن تخاصمنى أمة محمد فى هذا الدرهم يوم القيامةصفحات من زهده
كان رضى الله عنه متواضعا فى الله خشن العيش خشن المطعم شديدا فى ذات اللهيرقع الثوب بالادم _الجلد_ ويحمل القربة على كتفيهمع عظيم هيبته ويركب حمارا عريا والبعير مخطوما بالليف وكان قليل الضحكلا يمازح أحدا وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظا يا عمروعن جابر بن عبد الله قال رأى عمر بن الخطاب فى يدى لحما معلقاقال :ما هذا قلت اشتهيت لحما فاشتريتهفقال عمر كلما اشتهيت اشتريت أما تخافهذه الاية (أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا)وكان فى عام الرمادة لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى أسود جلده ويقول بأس الوالى أنا إن شبعت والناس جياع لك درك يا عمروعن أنس رضى الله عنه قال تقرقر بطن عمر عام الرمادة فكان يأكل الزيت وكان قد حرم على نفسه السمن قال :فنقر عمر بطنه بأصبعه وقال تقرقر إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناسوعن معاوية رضى الله عنه قال :اما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم تردهوأما عمر فارداته الدنيا ولم يردها أما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطنصفحات من تواضعه
قال قتادة :خرج عمربن الخطاب رضى الله عنه من المسجد ومعه الجارود فإذا امرأة برزة على الطريق فسلم عليها فردت عليه أو سلمت عليه فرد عليهافقالت :هيه يا عمرعهدتك وأنت تسمى عمير فى سوق عكاظ تصارع الصبيان فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله فى الرعيةواعلم أنه من خاف الموت خشى الفوت فبكى عمر فقال الجارود :هيه لقد تجرأت على أمير المؤمنين وأبكيتيهقال عمر :دعها أما تعرف هذههى خولة بنت حكيم التى سمع الله قولها من فوق سبع سموات فعمر والله أحرى أن يسمع كلامهاوها هو الفاروق يدخل بيت المقدس فاتحا راكبا برزونا فجعل يتبختر به فجعل يضربه بردائهثم قال قبح الله من عملك هذا :هذا من الخيلاء ونزل عنه وقال:ما حملتمونى إلا على شيطان ما نزلت عليه حتى أنكرت نفسىقصته مع الهرمزان
سأل مجموعة من الصيبة أين عمر فقالوا فى المسجد فوجده نائما فى المسجدفقال أين حجابه ؟وأين حرسه؟ فقلوا ليس له حجاب ولا حرس ولا كاتب ولا ديوان فقال :ينبغى أن يكون نبيا فقالوا :بل يعمل عمل الأنبياءيا سارية الجبل الجبل
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن عمر وجه جيشا ورأس عليه رجلا يقال له سارية قال :فبينما عمريخطب فجعل ينادى يا سارية الجبل ثلاثا ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر فقال:يا أمير المؤمنين هزمنا فبينما نحن كذلك إذ سمعت مناديا :يا سارية الجبل ثلاثا فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله فقيل لعمر :إنك كنت تصيح بذلكولنا فى قصته مع أم الأطفال الجياع خير مثال على رحمته
فيروى لنا زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر سألها ما بك قالت قصر بنا الليل والبرد قال: فما بال هؤلاءالصبية يتضارعون قالت الجوع فقال وأى شئ فى هذا القدر قالت ماء أسكتهم به حتى يناموا والله الله فى عمرقال لها يرحمك الله وما ذنب عمر فقالت أيولى أمرنا ويغفل عنا؟ وذهبنا الى بيت المال واسرع واحضر عدلا فيه شحما وقال أحمل على فقلت يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك فقال احمله على مرتين أو ثلاثا حتىقال فى أخر الكلام أنت تحمل عنى وزى يوم القيامة وذهب لاطعام الأطفال حتى أكلوا جميعا وقالت له المرأة والذى بعث محمدا بالحق أنك لأحق بالخلافة من عمروأن شئت فقل سبحان الله عمر أولى بالخلافة من عمرولم يذهب عنهم أمير المؤمنين الا بعد أن رأهم وهم يضحكون ويصطرعون كما جاءهم وهم يبكونوفاء عمر لمن قدم للإسلام شئ
عن زيد بن اسلم عن أبيه قال:خرجت مععمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى السوق فلحقت به امرأة شابة فقالت:يا أمير المؤمنين هلك زوجى وترك صبية صغارا والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفارى وقد شهد أبى الحديبية مع رسول الله فوقف عمر عندها ولم يمض ثم قال:مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا فى الدار فحمل عليه غرارتين ملاهما طعاما وحمل بينهما نفقة وثيابا بخطامه ثم قال:إقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخيرفقال رجل :يا أمير المؤمنين أكثرت لهاقال:ثكلتك أمك والله إنى لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم اصبحنا نستفئ سهماننا فيهأمنية غالية
عن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه:تمنوافقال بعضهم أتمنى لو أن هذه الدار مملؤة ذهبا أنفقه فى سبيل الله وأتصدقوقال رجل :أتمنى لو انها مملؤة زبرجدا وجوهرا فأنفقه فى سبيلالله وأتصدقثم قال تمنوافقالوا ما ندرى يا أمير المؤمنينفقال عمر:أتمنى لو انها مملوءة رجالا مثل أبى عبيدة بن الجراحومعاذ بن جبل وسالم مولى أبى حذيفة وحذيفة بن اليمانموقفه رضى الله عنه فى عام الرمادة
اصاب الناس قحط وجوع شديد وكان الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها وإنه لمعسر فألى عمر ألا يذوق سمنا ولا لبنا ولا لحما حتى يحيى الناس وإن غلاما لعمر اشترى عكة من سمن ورطبا من لبن بأربعين ثم أتى بهما عمر فقال عمر رضى الله عنه تصدق بهما فإنى أكره أن أكل إسرافا كيف يعنينى شأن الرعية إذا لم يمسنى ما مسهم وجمع عمر رضى الله عنه الناس للاستقاء وأخذ معه عم رسول الله ثم قال :اللهم إنا كنا إذا أجدبنا إليك بنبيك فتسقينا فالأن نتوسل إليك بعم نبيك فاسقناثم طلب من العباس أن يدعو الله فقام العباس فقال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بى إليك لمكانى من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرخت السماء مثل الجبالحتى أخضبت الأرض وعاش الناسوحان وقت الرحيل
بعد حياة طويلة من الكفاح والطاعة والبذل والتضحية احس فاروق الامةبدنو أجله فقام يدعو بهذا الدعاءاللهم أرزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك)وأتت لحظة الفراق حينما طعنه الكلب فى الصلاة يقول عمرو بن ميمونفما هو إلا أن كبر فسمعته يقول قتلنىأو أكلنى الكلب حين طعنه فطارالعلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنهحتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فلما رأىذلك رجل منالمسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن أنه مأخوذ نحرنفسه _ذبح نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوفقدمه. فمن يلى عمر فقد رأى الذى رأى أما نواحىالمسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان اللهفصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفةوحمل عمر إلى بيته وقال لإبن عباس أنظر من قتلنى فجال ساعة ثم جاء فقال:غلام المغيرة قال:الصنع قال :نعم قال :قاتله الله لقد امرت به معروفا الحمد لله الذى لم يجعل ميتتى بيد رجل يدعى الإسلاموسقوا أمير المؤمنين نبيذا فشربه فخرج من جوفه ثم أوتى بلبن فشربه فخرجمن جرحه فعلموا انه ميت لا محالةصحبة الحبيب وأبى بكر فى القبر
وفى اللحظات الأخيرة أرسل الفاروقعبد الله إبن عمر للسيدة عائشة وقال له قل لها عمر يقرأك السلامولا تقل لها أمير المؤمنين فإنى لست اليوم للمؤمنين أميرا وإستأذن منها أن أدفن بجوار صاحبىفقالت:كنت أريده لنفسى ولأوثرنه به اليوم على نفسىفلما عاد عبد اللهبالبشرى قال له عمر أن أنا مت فعد اليها وقل لها يستأذن عمر إبن الخطابفأن أذنت لى فأدخلونى وأن ردتنى ردنى إلى مقابر المسلمينوفى اللحظات الأخيرة قيل له إستخلف يا أمير المؤمنينفقال:ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء الرهط النفر-أو الرهط- الذين توفى رسول اللهوهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمنوقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شئ كهيئة التعزية له فإن أصابت الإمرة سعدفهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإنى لم أعزله عن عجز ولا خيانةومات الفاروق عمر الشهيد وخرج به المسلمون يمشون حتى وصلوا إلى قبرهفقال بن عمر للسيدةعائشة:يستأذن عمر بن الخطاب قالت:ادخلوه فأدخل هنالك مع صاحبيهونحن وفى مقامنا هذا لا نملك عند وداع هذا الصحابى الجليل إلا أن نقولله:جزاك اللع عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء فكم تعلمنا من سيرتك العطرة التى فاح عبيرهافى الدنيا كلها وكم تعلمنا من مواقفك الخالدة التى سطرتها على جبينالتاريخ بسطور من النور فلن ننساك أبدا ما دامت أرواحنا فى أبداننافرضى الله عنك وأرضاك وجمعنا وإياك فى جنته ومستقر رحمته إخوانا على سرر متقابلين </BLOCKQUOTE>